الأربعاء، 3 مارس 2010

حوار بينى . . وبين فكرة

| |


فى هذا الصباح أمسكت بقلمى وبدأت تداعبنى كالعادة الأفكار وتتطاير أمامى فى حركات رشيقة وكأنها تمارس ألعاب بهلوانية وأنا أحاول إمساكها ولكن دون جدوى، فما كان منى إلا أن استسلمت لهن وأعلنت فوزهن فى هذه الجولة ، وبينما أنا كذلك إذ بفكرة تهرب من سرب الأفكار الراقص وجلست لتستريحا بين يدى ، ومكثت فى سكينة وهدوء تنظر إلى ، وأنا فرح بها أيما فرح .
وبدأت أقرأ ما مكتوب عليها ن ولأول وهلة لم أصدق نفسى ، فالكلمات متداخلة والسطور متقاربة جداً والحروف حالتها سيئة من فقدها لبريق الحبر الذى كان يكسوها ن وبصعوبة بدأت أجمع الحرف تلو الحرف إلى أن تمكنت من قراءتها ، واستعنت بمجموعة من مراجع الزمن ومداد السنين ولكن دون جدوى فالأمر صعب وعسير .
لاحظت الفكرة تحيرى واندهاشى ودار بينى وبينها هذا الحديث :

الفكرة : أيه يا أستاذ الموضوع مش بالصعوبة دى!!
أنا : بس الحروف ممسوحة ومش واضحة ، باين اللى بيحبوك كتير يا بختك .
الفكرة : فعلاً هم كتير وهساعدت تقرانى أنا مكتوب علىٌَُ
(( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى ))
أنا : والله الكلام محير جداً ومش عارف هو صح ولا غلط ، ويا ترى بينفع على طول الخط !! يعنى ينفع إننا نستخدم الجملة دى على إطلاقها .
الفكرة : وإيه العجب فى كده دا أنا أصدقائى كتير جداً وعدد المستخدمين يفوق ما يمكن أن يتخيله عقلك .
أنا : يا سيتى أنا مش بسأل عن عدد مستخدميك ولا مريديك ، أنا بسأل عن جدوى وحدود استخدامك . وهل فى كل مرة لابد أن أتى متأخراً ؟؟
طب تعالى يا فكرة بهدوء أنا وأنتى نناقش يعنى إيه (( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى ))
الفكرة : بدأنا نتفلسف ونسيب الأصل ونمسك فى الفرع ، يا أستااااااااااذ الموضوع بسيط جداً متعقدهاش !!
أنا : يعنى أيه مش فاهم .
الفكرة : هو الواحد مينفعش مينفعش يشوف نص الكوباية أبداً يعنى لما حد يزعلك وبعد شوية يجيلك مش تفرح ولا أنتوا كده يا بنى آدم عمركم ما تحمدوا ربكم .
أنا : . . بصراحة . . بصراحة . . لو الموضوع كده يبقى يعوض ربنا .....
يا ست فكرة أنا موافق عليكى من حيث المبدأ ، بل وأرحب بيك وأدعو كل من أعرفهم أن ينضموا لمستخدميك ولكن السؤال : متى نستخدمك ؟
الفكرة : يا ســلا اااااااااا م طبعاً فى كل زمان . . . وفى كل مكان .
أنا : من المسلم به أنه مرحباً بك فى علاقة المسلم بربه، إذ أنه بعد أن يقضى الفرد فترة من الزمن بعيداً عن ربه عز وجل ثم يعود إليه ، ويسأل هل يمكن أن أعود ؟ فنقول له : أهلاً وسهلاً ومرحباً بك مع وفود المؤمنين ونقول له : (( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى ))
الفكرة : بس كده .
أنا : نقولها عندما تكون العلاقة بين العبد وبين ربه ولهذا أدعو أصدقائى أن يتعرفوا عليك .
الفكرة : أيه النفسنة دى ، أنا غلاطنة إنى قلت أجى وأقعد معاك .
أنا : طب يا سيتى متزعليش ، اقولك على حاجة تانية واسمعينى كويس .
الفكرة : قول يا سيدى .
أنا : يننفع نقولها كمان لواحد حابب يحقق نجاحات على المستوى الشخصى ، كأن يتوسع فى نشاطاته الاقتصادية ، أو يكمل دراسته الأكاديمية ، أو تسرب من التعليم ويريد أن يكمل دراسته .
أو نقولها لواحد تأثير علاقته لا يتعدى مستواه الشخصى إذ أنه الوحيد القادر على تحمل نتيجة ما تأخر عنه .
الفكرة : أيوه يا سيدى سمعنى .. واشجينى .. قول كمان ..
أنا : يعنى ينفع زوج يزعل زوجته ويسقيها المرار أشكال وألوان وهيه مسكينة لا حول لها ولا قوة ، وبعد سنين يرجع يقولها معلش أنا أسف ويبرر لنفسه ويقول(( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى )).
ولا ينفع أب يسيب أبناءه وميعرفش عنهم حاجة والزمن يدور دورته عليهم ويجيلهم وهم رجاله كبار ويقول أنا أبوكم وليه حق عليكم ويبرر لنفسه ويقول (( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى )).
طب ينفع الأخ يظلم أخوه وسواء واخد باله ولا مش واخد ويقطع أرحامهن والأخ المظلوم بيتكوى بالنار وبعد سنين يجيله أخوه ويقوله متزعلش ويبرر لنفسه ويقول (( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى )).
والأم اللى تسيب بيتها وعيالها وترمى ولادها وتروح تتجوز عشان تعيش حياتها ولما بقوا عرايس وعرسان ن ترجع لهم وتبرر لنفسها وتقول (( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى )).
وشوفى لو دكتور شخص مرض بالخطأ أو أعطى مريضه دواءً خطأ ، شوفى أيه اللى حيترتب عليه ، ولما يرجع المريض للطبيب وقد ظهرت عليه الأثار الجانبية للدواء وتتضاعف المرض وحدث ما لم يحمد عقباه ، وهنا يحاول الطبيب أن يصحح المسار مرة أخرى ويبرر لنفسه ويقول (( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى )).
و شوفتى واحد صاحب عمل بيقهر موظفيه بحجة الظبط والربط وحسن سير العمل ن ولما يفوق لنفسه بعد سنين ، يجيبهم ويقولهم: عايزين نفتح صفحة جديدة مع بعض ويبرر لنفسه ويقول (( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى )).
وعشان مطولش تقولى إيه فى والد شاف أولاده بتشتكى من الألم وبتتوجع وهو يقولهم : خدوا أسبرينه وحتبقوا كويسين ن لغاية ما الفاس وقعت فى الراس وراح بيهم للطبيب اللى اضطر أن يستخدم مشرطه لإزالة الألم والنتيجة بعد العملية ......................... ؟؟؟؟؟؟؟؟ ويبرر لنفسه ويقول (( لئن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى )).
الفكرة : يا نهار أبيض كل ده بيحصل بسببى ... نفسى أعرف مين اللى كتبنى ؟
أنا : أنا لسه مخلصتش .
الفكرة : هو لسه فى حاجة تانى ؟
أنا : أخر حاجة ، تفتكرى يا فكرة إن كل مرة يأتى فيها من تأخر فى الأولى عن موعده سيجد ما يتمناه؟
يا فكرة مش بالضرورة إننا لما نرجع بعد الاستفاقة نجد عقارب الساعة متوقفة .
ولكن علينا أن نعى أن الزمن يمر وإذا عدنا بعد فترة فعلينا تحمل أثار ما خلفناه
وراءنا، ولا ننتظر حين عودتنا أن يستقبلنا آخرون استقبال الفاتحين الأبطال
وأخيراً وليس بأخر ....

متزعليش يا فكرة ....

0 التعليقات:

top

إرسال تعليق